اصبح دكتورا .... لكنه خسر الحياة

0


 أصبح دكتوراً... لكنه خسر الحياة !!

من صغره،استفاق على شاهدا والديه وهما يتراقصان امام عينية يعطيانه الأوامر، والنواهي والزواجر، أكثر الكلمات التي حفظها كانت ممنوع، "إصحك" " دشر".. فنمت معه الاطاعة الكاملة، كان ذكيا، ذهب لرياض الاطفال، ومن بعدها للمدارس، فحطم ارقام التفوق، كيف لا وهو لا يعرف جداران حييه وحارته الا عندما يذهب ويعود من المدرسة، اللهو مع اقرانه مناسبه سنوية،والتنزه مع اقرباءه عيد،والابتعاد عن ثوب امه كفر، نما وكبر على ذلك، حتى ان الشمس كانت تسمع به ولا تراه، والغيم والمطر يرسل له رزقه من الماء عبر وسيط...
المهم انه في الثانوية تفوق وابدع، وفي الجامعة ذاع صيته وتلمع، وفي الماجستير صاغ رسالته فأفحم وأقنع، وما تلاها من دكتوراه من الصفات الثلاث التي ذكرت جَمّع، وواصل أبحاثه حتى وصل درجة "البرف "، من بعدها، فتح باب الحياة ، فوجد نفسه على حافة الجهل الممزوج بالخوف من الخوض فيها... أراد الزواج، فإختارت له امه، واراد بناء بيت العمر، فوجد اباه قد شرع بالامر بصمت خوفا من الحسد، زفت له عروسته، فحاول أن يقرأ فيها ما يناسب سجايا مكنونه، فلم يفهم،أراد أن يجامل المهنئين له بالزفاف فتلعثم،كانت ضحكات ابناء العائلة واصدقائها عصية على حل شيفرتها... لكنه دخل في الحياة...
الزوجة التي انبهرت بالرتبة العلمية، لم تكن تحتاجها كثيرا في الحياة، هناك أمور أخرى تتمناها في شريك العمر لم تجدها فيه.. راهنت على التغيير.. لكن غربته كبرت وغربتها اتسعت.. ورغم مرور الوقت ، وقدوم طفلهما الاول للحياة، إلا أن هذا الطفل الذي أختلف مع زوجه على اسلوب تربيته كان سببا في الفراق والطلاق.. فعاد يحمل حقيبته المحشوة بكل شيء إلا كل شيء.. تجربة الحياة...
قالت له أمه :- أين إبنك؟؟
قال : أعطيته لامه ، لا أريد أن يتربى بمثل ما تربيت... نعم نجحت في العلم.. لكني خسرت تجارب الحياة

No comments:

Post a Comment

جميع الحقوق محفوظه © kisas

تصميم الورشه