سارت لا تعرف إلى أين وُجهتها!، و هي ترّدد بيتين من الشِعر:
أيّ ذكرى تُفجّر العين رغماً يا ضميري و تبعث القلب حيّاً
إصطحبني خواطراً علّ فيها ما يزيل الشجون شيئاً فشيئاً
فجأة توقفت عن المشي و عن تمتمتها، إحتضنت نفسها بذراعيها كأنها تُدفئها، و شردت بتفكيرها:
ما الذي يجعلها تُحّس بالبرودة و الفراغ في عالم كثيف الظلام في عينيها؟! سألت نفسها: ماذا تفتقد؟
هو شيء مهم و مهّمٌ جدّاً ذلك الذّي أوصلها إلى هكذا إحساس لم تشعر به من قبل!
ربّما هو شيء ضروري للسعادة التي ينشدها كل إنسان،
إنّها تفتقد الأمن و الأمان، تفتقد الإحساس بالإتجاه و الهدف الواضح،
هي لا تعرف أين تسير و إلى أي غاية تتجّه و عند أي هدف ينبغي أن تقف؟!
و تواصل سيرها إلى طريق مجهول المعالم!...
و بينما هي شاردة في التساؤلات التي تخنقها و لا تجد لها أجوبة، إذ بصوت يشّق حجاب شرودها و يُطلق لسان الصدى،
و كأّنها تسمع لرجعه في أعماقها، في ضميرها. أيكون حقا ضميرها؟!!
و يغيب الصوت في داخلها، تعيد الهمس إلى نفسها و تُحدّث ضميرها:
-أيّها الضمير، لمَ تريد أن تسترجع الماضي و تؤلمني في كل مرّة؟
كنت أعتقد أنّنا عندما نكبر سنحقّق أحلامنا و آمالنا، لكننا نكبُت هذه الأحلام و الآمال في أعماقنا و نرضى بواقعنا،
أو بالأحرى نُقنع أنفسنا بذلك، لأننا نجدنا محاصرين في دوامة حياة لا نستطيع تغيير مسارها،
فنتعب و نرجع لنفس التساؤلات: أين تمضي بنا الحياة؟
و ماذا يُخبئ لنا القدر؟ و، و ... كانت تمشي...
و تواصل سيرها بين محطتين؛ طريق منحني و مليئ بالمفاجآت التي يخفيها القدر
و طريق آخر تمضي فيه محاولة قتل كل ما يجيش في داخلها
No comments:
Post a Comment