كمن تحركه رياح الزوبعة، كان لا بد من دفعة السفر دفعا،هم،وهو،وهي، وأشياء
أخرى،حمل حقيبته الكبيرة والتقف يد ابنه الاصغر،ويمم نحو البلد الآخر،كل ما يمضي أمامه أمل، يحاول زرع مناسك فرحة بعينيّ ولده،لكن المغلثات تترصد، والمنغصات لم ترحل عن حياته، كان الشباك الاول مريحا،لانه مصنوع من جلدته، أما الشباك الآخر..فقالت فيه تلك العجوز.. اقعد وانتظر... خفق القلب عندها... وبدات الحسابات.. الاهم الولد.. في بحر القلق المتلاطم وعند الساعة الرابعة والنصف عصرا خرج عليه ثلاثة....أو بالاحرى واحد يحرسه اثنان..ساقوه الى جانب القاعة المكتظة بالعابرين.. وصلة من الاسئلة العاصفة... انتهت بقول كلمة .. اجلس وانتظر..
بلع ريقة وعاد الى زملاءه في الانتظار.. بعد نصف ساعة جاء الفرج.. سمح له بالمرور.. ولكن فصل التوقيف لم ينتهي... البلد الاخر ايضا ليس مسرورا بقدومه اليها.. اوقوفه ساعة انتهت بطلب المراجعة.... وصل الفندق في العاصمة المقصودة بعد التاسعة مساء مرهقا ومتعبا.. طلب وجبتي طعام له ولابنه ليقتل الشعور بالجوع وينام..
عندما افاق صباحا افاق معه كابوس القلق من العودة.. وخلال ايامه الخمسة التي تنقل فيها بين الفندق وبيوت ارحامه ومقر الاستجواب والعودة، بقيت الهواجس تلاحقه حتى اصبح يتمنى لحظة الوقوف امام شباك العودة... فوقف مساء... فكما توقع طلب منه ان ينتظر...فإنتظر ساعة قبل أن يؤذن له بالمرور... كانت فرحة جميله... عجل بخطواته نحو الخلاص من الجغرافيا التي اصبح يكرهها... وعاد بعد منتصف الليل يجتر صور وهواجس تلك الرحلة التي مزجت فيها متعة فرح ولده وكوابيس حامت حول رأسه لاكثر من 72 ساعة...
No comments:
Post a Comment